تواصل احتجاجات المزارعين بإيران وانتقادات حقوقية لقمع الأمن للمتظاهرين
تواصل احتجاجات المزارعين بإيران وانتقادات حقوقية لقمع الأمن للمتظاهرين
تتواصل احتجاجات المزارعين الإيرانيين على أزمة شح المياه، بالرغم من القمع الأمني الذي يتعرض له المشاركون في المظاهرات، حيث سقط 3 محتجين في محافظة أصفهان الواقعة وسط البلاد، فيما اعتقلت قوات الأمن الإيرانية العشرات خلال احتجاجات حاشدة الليلة الماضية.
ووجهت منظمات حقوقية انتقادات للنظام الإيراني، بسبب قمع المظاهرات وعدم السماح بحرية الرأي والتعبير، وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، السبت، إن 3 متظاهرين قتلوا وجرى نقلهم إلى المشرحة في سجن دستغرد في محافظة أصفهان.
وقال المنظمة الحقوقية في تقرير لها عن الاحتجاجات الإيرانية على شح المياه، إن أكثر من 120 شخصًا اعتقلوا وجرى نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف إلى سجن دستغرد.
وتجددت، أمس الجمعة، المظاهرات الغاضبة من شح مياه الري في أصفهان، والتي شارك فيها مئات المزارعين، وردد المحتجون شعار “الموت للديكتاتور” في إشارة للمرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي.
وقالت منظمة “نت بلوكس” الدولية لمراقبة الإنترنت، إن النظام الإيراني قلص الوصول إلى الإنترنت، بداية من صباح الخميس الماضي في عدة مناطق بالبلاد.
وأضافت المنظمة، في تغريدة على حسابها الرسمي بموقع “تويتر”، أن تعطيل الإنترنت وقلة الوصول إليه، كان لهما تأثير كبير وقد يكون ذلك الإجراء مرتبطاً بالاحتجاجات التي اندلعت مؤخراً ضد سياسات إدارة المياه.
وتواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاماً، وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.
وسلطت الاحتجاجات التي تشهدها إيران مؤخرا حول مجموعة من الشكاوى والمطالب المعيشية، الضوء على مشاكل المياه الأكبر التي تعاني منها البلاد، وأثار الخبراء مخاوف بشأن الوضع لسنوات عديدة.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية في أبريل الماضي، من “جفاف غير مسبوق” ومن مستويات هطول الأمطار التي كانت أقل بكثير من معدلاتها المعتادة.
وقدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أن نحو ثلث حقول القمح في إيران تعتمد على مياه الري، لذلك فإن عدم هطول الأمطار سيكون له ثمن باهظ.
ولا تعد أزمة شح المياه في إيران جديدة أو مفاجئة، بل توقعها العديد من الخبراء والمسؤولين منذ سنوات، ففي عام 2015 حذر وزير الزراعة الإيراني الأسبق، عيسى كالانتاري، من أن ندرة المياه سترغم 50 مليون إيراني على مغادرة البلاد، وأن المناطق الريفية ستشهد “حرب مياه”.
ولم يسهم هذا التوقع المبكر في اتخاذ أي سياسة ناجعة لاستباق الأزمة أو حلها حين ظهرت بوادرها، حيث تعاني أكثر من 5000 قرية في إيران نقص المياه، ونحو 7000 قرية أخرى يتم إمدادها بالمياه بواسطة الصهاريج، وذلك وفقاً لتصريحات عضو جمعية المخاطر البيئية والتنمية المستدامة، حميد رضا محبوب فر، الذي أوضح أن شح المياه في إيران نتج عن استهلاك 90% من الموارد المائية في البلاد.